Friday, August 8, 2014

Sonia Balakyan

أهلاً يا حب





  بعد ما ضربت اجري بالارض وقلت لبابا اني هالسنه عندي تخرج وماني رايد اشتغل، قلي بدك تشتغل واجرك فوق راسك وابن عمتك فريدي (مع الشدة عالدال) عم بستناك تحت لياخدك ع شغلك الجديد. مع كل فجارتي هزيت رأسي سمعا وطاعة ونزلت لاركب بل jeep الخضرة وأروح أتعرف ع شغلي الجديد باوائل الثمانينات. وصلنا أنا وفريدي عالمحل وطلعنا ٣ درجات وهونيك كان في صبيه حلوه كتير بأوائل العشرينات عم تنتظر بابتسامه كبيرة ع وجهها وعيونها موجهة عالسيد فريدي وأنا ع أمل انها تشوفني، بس عبث. المهم، بديت اتطلع بالمحل لشوف شو رح تكون طبيعة شغلي ولاحظت اني المحل كان مليان فترينات فيها رفوف زجاج ضيقة عليها كل أنواع والوان طلاء الأظافر، ثم حمرة الشفاف، ثم مساحيق الوجه، ثم كحل العيون ثم ثم ثم، وأنا منذهل من بعد العمل بمحل تصليح سيارات السنه السابقة كيف ممكن احفظ كل هالمعلومات المهمه لوجه وجمال المراة بسمع إبن عمتي عم يقلي "لك اشبك، ما بدك تسلم ع معلمتك صونيا؟". سلمت عمعلمتي صونيا ووقفت بزاوية المحل خجلا منها من بعد ما قلها فريدي إنو الأخ رح يتخرج السنه من المرحلة الابتدائيه وحابب ياخد الصيفيه off مشان يريح أعصابه. بس هالخجل ما طول أكتر من خمس ثواني لانو صونيا وابتسامتها ما بتخلي أي مخلوق يتعرف عليها يشعر غير بمودتها ومحبتها النابعه من قلبها. بروح فريدي ومنبدأ أنا صونيا التعرف ع بعض ومن بعد ٥ دقائق كنت أخد اعترافها بالكامل عن اعجابها بابن عمتي وعن استغرابها من ملاحظتي الدقيقه وحسب كلامها "تفكيري الأكبر من عمري" (نعم، من صغري كنت مفلسف)

أنا وصونيا صرنا اصحاب لانها مع الكبير كبيرة ومع الصغير صغيرة. كنت أروح لعندها أفتح المحل بالتسعة صباحا وانتظرها بفارغ الصبر وأسكر المحل بالوحده ونصف لارجع افتحه بالاربعة وأسكره بالثمانيه وأنا بشوق دائم للذهاب إلى العمل . وصرنا نغني، ونغني كل الوقت وكانت اغنيتنا المفضله هي لوردة الجزائريه بعنوان أهلا يا حب. وصونيا حفظتني كل كلمه فيها وتناقشنا بالتفصيل عن معاني الكلمات وعن المقاطع المفضله وعن الأداء وصرنا نتسابق مين رح يغنيها أفضل (طبعا كانت تربحني كل الوقت مشان ما أحرد). صونيا كانت ما تترك هم عالقلب، وما بقدر اتخيلها بدون الابتسامه ع وجهها. كانت كريمه كتير معي ومحبه لكل اللي دوارها. كان في عنا تحلايتين بشكل دائم، بوظة من المحل اللي كان فاتح عالزاويه، أو إذا ما كان الطقس كتير شوب، خبز طازه من الفرن باخر الشارع مع شوكولاته سالي سايخة بقلبه وخدو ع أكل.

بس فريدي كان أحيانا يمرق عالمحل وياخدلي من وقتي مع صونيا وهالشيء ما كان يعجبني أبدا. ووقت اللي خفت جياته عالمحل، كترت غيابات صونيا. وفي مرة من المرات دقيت تلفون ع بيتها وقلتلها "وينك لهلأ ست الحسن؟ شو نسينا إنو عنا باب رزق هون؟" ضحكت صونيا وقالتلي: "معلش طوني بدك تطول بالك علي، أنا اخده الأسبوع كله اجازه". اجازه؟ وأنا بتم بالشغل بدون صونيا؟ ومن بعد إسبوع بتجي صونيا عالمحل وأنا محضر حالي لمواجهتها بموضوع غياباتها المتكرره (نعم، أنا كنت الأجير وهي المعلمه، بس شو يعني؟ أنا وقعت عالعقد بالعمل مع صونيا، مو لوحدي). بتدخل صونيا عالمحل ووجهها منور ومشرق أكتر من العاده والسعاده باديه بشكل ملحوظ عليها وأنا عم حاول كل جهدي اني أظهرلا اني كتير مزعوج، وبتمد ايدها وبتقلي بأعلا صوتها "مخطوبه، و هاي خاتم الخطبه". نعم، أخذها فريدي مني وتركني اشتغل لحالي لانو صار لازم يعرفها عالعائلة بكاملها، واللي بيعرف عائلتنا، بيعرف إنو التعرف عليها ممكن ياخد شهرين وأكثر. 

صونيا بتصير وحده من العائلة والكل بحبها. وقبل ما بابا يقترح علي شغل جديد من بعد تخرجي من صف السادس، بقرر اني اطلب منه اشتغل عند صونيا مرة تانيه. بيستغرب والدي اني ما عم حاول اتهرب من الشغل متل كل صيفيه، وهيك بكسب صيفيه تانيه مع صونيا قبل زواجها من فريدي. وبرقص بعرس فريدي وصونيا وبنبسط ع فرحتهم وصونيا بترقص معي بالعرس كم دقيقه وكالعاده بتخليني أحس باني شخص كتير مهم بحياتها وبمحبتها إلي.

واليوم أنا عم اكتب ذكرياتي مع صونيا لاشاركها مع فريدي واولادها بيير، جو، وفادي اللي صاروا شباب وأنا بسبب هجرتي من ١٥ سنه ما صحللي اتعرف عليهم بس واثق انهم تربوا أفضل تربيه وإنحبوا من اعطف إم وصديقة وانهم شباب بينرفع فيهم الراس . وعم اكتب لاطلب السماح من صونيا لاني ما عملت مجهود إنو نبقى ع إتصال من بعد سفري. بس صونيا إلها مكان كبير بقلبي وبذكرياتي. صونيا اسمها وضحكتها بتملي قلبي بالدفء، ومع وقوعها شهيده بقول إنو صونيا بتستاهل الاحتفال بحياتها اللي كانت قصيرة بس مليئه بالحب لكل اللي عرفها بأي عمر، ومع قساوة الحياة وقساوة عباره "الحياة رح تكمل" واللي ما بنكر صدق هالعباره، بس الحياة كانت أحلى بوجودك فيها ورح تكمل وإنت جزء كبير بذاكرتنا وقلبنا وأنا شخصياً بتشكرك عكرمك وأخلاقك ومحبتك إلي ولكل شخص بحياتك وبطلب من الله يمد عائلتك بالصبر والقوه والأيمان انك صرتي ملاك حارس الهم وشفيع عند ربنا. 


واليوم كمان عم إسمع غنيه اهلاً يا حب بصوت ورده وبهديكي الغنيه لانك إنت الحب وربنا استقبلك عنده و وحدك مع والدك اللي طالما ذكرتيه وذكرتي كيف غادر الحياة قبل الأوان. الجنه كسبت ملاك رح يعطيها بعد جديد بخفة دمه ومحبته ونحنا منقلك وداعا صونيا بس الجنه بتقلك وبدون مبالغة "أهلاً يا حب".